يبحث
Druze Podcasting
VOD
للتّواصل معنا
عن

مقتطفاتٌ من سيرة سماحة الشّيخ أبي حسن موفّق طريف

سماحة الشّيخ موفق طريف

 

ولادتُهُ

وُلد سماحةُ الشّيخ في الثّلاثين من شهر تمّوز عامَ 1963 في قرية جولس الجليليّة لوالِدَين كريمَيْن جليلَيْن، انبثقا أغضانًا مباركةً عن شجرةِ دينيّةٍ توحيديّةٍ عريقة. من بيت والدهِ المرحوم الشّيخ محمّد طريف، يستمدّ سماحتُه أنوار سيرة جدّه الملقّب بأنيس المجالس فضيلة المرحوم الشّيخ أبي علي حمادة طريف (ر)، صاحب الصّيت الذّائع اللّامع في سياسة النّفس ورياضة القلب وتهذيبِ الجوارحِ، والنّازع عن رأسه تاج العمامةِ المكوّرة تواضعًا منه وأدبًا ونكران لذاتِهِ في حضرة الخالق. أمّا من بيت والدته المرحومة التّقيّة السّتّ أم علي مَنيرة طريف، يتباركُ سماحتُهُ بأنفاسِ جدّه الوليّ الطّاهر الفاخر، سيّد الجزيرة الأكبر وحرزها الحصين الأنور، فضيلة المرحوم سيّدنا الشّيخ أبي يوسف أمين طريف (ر).

ولأنّ بصائر أولي الألباب مشحوذةٌ بأنوار الحقّ مقتبسةٌ عن الحيّ الّذي لا يموت، تتناقل المرويّات أنّ سيادته كان قد قلقَ ليلةً من اللّيالي فورَ عودتِهِ من مقام سيّدنا النّبيّ شعيب (ع) في حطّين، فكرّر زياراته إلى دار ابنته الّتي كانت في تلك اللّيلة قد أوشكت على الولادة، مكرّرًا على أسماع الحاضرين شعورَهُ الدّاخليّ بأنّ الله سيرزقهم حفيدًا ذكرًا صالحًا، ليعودَ في المرّة الأخيرة بعد سماعه المهابيج وهي تدقّ الرّياحين، مسلّمًا على هذا الطّفل الّذي استبشر به كلّ استبشار، مُختارًا له اسمه الّذي تقدّر أن يرافقه في كلّ محطّات حيّاته حتّى اليوم – موفّق.

 

نشأته

منذ نعومةِ أظفارهِ، نشأ سماحتهُ في ظلّ بيتٍ لم يُغلق أبوابَ خدمته الدّينيّة والاجتماعيّة عن النّاس طرفةَ عين، فتربّى في أحضان والدَيْهِ على العادات الشّريفة والتّقاليد، فكان الطفل ثم الشّابّ الهادئ الطّباع، كثير التّعلّم، قليل السّؤال، مجدًّا على متابعة أمور جدَّيْهِ المكرَّمين بكلّ مودّةٍ وإخلاص، مقرّبًا إلى جدّه فضيلة سيّدنا الشّيخ الّذي دام يرافقهُ في زياراته وجلساته إلى كلّ مكان، مكتسبًا عنه ما جمعهُ من ميزةٍ وتعقّل ورزانةٍ في الدّنيا والدّين.

مع ارتفاع أرزاء الحرب عن لبنان عام 1982، قام سماحة الشّيخ بالتّوجّه للدّراسة والعبادة في خلوات البيّاضة الشّريفة الواقعة في حاصبيّا - لبنان، حاملًا معه ما سمعه من ذكريات جدّه سيّدنا الشّيخ الّذي قضى في هذه المدرسة التّوحيديّة العُليا أجلّ أوقاته مع إخوانه الشّيوخ الثّقات.

هناك، تفرّغ سماحته لدراسة كتاب الله وتعلّمِ العلم الشّريف عن شيوخ البيّاضة وأساتذتها الأتقياء، الّذين لمسوا منه امتناعَهُ عن حبّ المحمدة والظّهور وصُغر نفسِهِ ولين جناحِهِ وحُسن التّواضعِ مع القبول، فأحبّه مشايخُ البيّاضة كلّ المحبّة وجعلوه مرسالًا وفيًّا جمعهم عبر الرّسائل المكتوبة والشّفهيّة مع سيّدنا الشّيخ رغم بُعد المسافات.

تولّيه الرّئاسة الرّوحيّة

في الثّاني من شهر تشرين الأوّل عام 1993، فُجعت الطّائفة الدّرزيّة في العالم أجمع بوفاة مرجعها وشيخها وسيّدها المرحوم الشّيخ أبي يوسف أمين طريف (ر)، تاركًا وراءه وصيّةً منمّقةً واضحة، مختومةً بختم يدهِ بعد تحريمٍ مصرّح بالغضب الدّينيّ على من يُغيّر في مضمونها حرفًا واحدًا.

بعد يومين من جنازة سيّدنا الشّيخ الّتي غصّت بالحضور، طالبَ أبناء الطّائفة وشيوخها بقراءة وصيّة سيادته على أسماع النّاس، فوقع الاختيار على شيخنا الشّيخ أبي يوسف صالح قضماني من قرية يركا الجليليّة لقراءة الوصيّة جهارًا نظرًا لدّقته وصدقهِ المشهور المشهود.

خلال قراءة الوصيّة، نطق مضمونها باختيار سيّدنا الشّيخ لحفيده الشّيخ موفّق طريف ليكون له خلفًا مكمّلًا لمسيرة حمل أعباء الخدمة، معلّلًا ذلك بطيبِ ما وقف عليه من نفس حفيدِهِ وشهادةِ معلّميه من شيوخ البيّاضة الشّريفة بالفضل والاستحقاق.

في غمرة هذه القراءة الّتي هزّت الأبدان، سارعَ بعضُ الحضور وسطَ وفود النّاس إلى تلبية خاطر سيّدنا الشّيخ (ر) مباشرةً، واضعين العباءةَ تكليفًا على كاهلِ سماحته ليغدو منذ تلك اللّحظة الرّئيس الرّوحيّ السّابع للطّائفة الدّرزيّة في البلاد.

 

تعليمهُ الأكاديميّ

- لقبٌ أوّل في الحقوق من الكلّيّة الأكاديميّة أونو في حيفا.

- لقبٌ ثانٍ في الحقوق من قسم القانون في جامعة حيفا.

- دكتوراة فخريّة من جامعةِ حيفا تقديرًا لدوره القياديّ الرّياديّ.

 

مناصبُه

- الرّئيس الرّوحيّ للطّائفة الدّرزيّة في البلاد (منذ عام 1993)

- رئيس المجلس الدّينيّ الدّرزيّ الأعلى في إسرائيل (منذ عام 1997)

- قاضي محكمة الاستئناف الدّينيّة الدّرزيّة (منذ عام 2002)

- رئيس محكمة الاستئناف الدّينيّة الدّرزيّة (منذ عام 2016)

 

محطّات من أعمالهِ وبصماته

- إعادة إنشاء منظومة المجلس الدّينيّ الدّرزيّ الأعلى في البلاد وسط تبنّي خطّة إصلاح حداثيّة تولّت إعادة هيكلة المبنى الإداريّ العمليّ للمجلس الدّينيّ، بما يشمل تأسيس أقسام ودوائر خاصّة لمعالجة قضايا المجلس المختلفة.

- تنظيم أوقاف المقامات المقدّسة في البلاد وخاصّةً مقام سيّدنا الّنبيّ شعيب عليه السّلام مع توسيع مسطّحه إلى أكثر من 433 دونمًا.

- الاستمرار في إعمار المقامات المقدّسة وتطوير بنائِها وتوسيعها لتلبية احتياجات أبناء الطّائفة.

- إطلاق مشروع "التّوعية التّوحيديّة" للعام الثّاني عشر على التّوالي بتمويل من المجلس الدّينيّ الدّرزيّ الأعلى، وبموجبه يقوم مرشدو المشروع بعقد محاضرات وندوات دينيّة تثقيفيّة في جميع المدارس والقرى الدّرزيّة صونًا للهويّة من الضّياع.

- تمثيلهُ لقضايا الطّائفة الدّرزيّة وأبنائها في المحافل الدّوليّة العالميّة والمحلّيّة الرّسميّة.

- متابعته ومعالجته لحال الطّائفة الدّرزيّة في سوريا إثرَ الحرب الأهليّة خلال السّنوات الأخيرة، والتّوصّل أمام الدّول العُظمى إلى حلول ومساعدات ومساهمات، كان أهمّها جهودهُ في قضيّة تحرير الأسرى الدّروز العُزّل من قبضة منظّمة داعش الإرهابيّة عام 2018.

- اختيارهُ عام 2018 خلال المراسم الرّسميّة لاحتفالات دولة إسرائيل باستقلالها السّبعين لإيقاد شعلة الاستقلال ممثّلًا عن الطّائفة الدّرزيّة والأقليّات في البلاد.

- عضوٌ فعّال في هيئة رؤساء الطّوائف الرّسميّة في البلاد وناشطٌ في مجال الحوار ومدّ الجسور بين الطّوائف والأديان المختلفة في إسرائيل.

 

 حياته الشّخصيّة

خلال شبابه، اقترن سماحتُهُ بابنة ابنة خالته، الشّيخة أم حسن مها طريف، حفيدة فضيلة المرحومة الطّاهرة السّتّ هنا أمين طريف (ر)، والّتي رافقت سماحته ولا تزالُ في محطّات حياته جميعًا، قائمةً بإخلاصٍ وحكمةٍ على خدمة بيت الطّائفة الّذي يقصدهُ كلّ قاصٍ ودانٍ من أبناء الطّائفة ومختلف الطّوائف. لسماحته من فضلِ الله ولدان ذكران وابنةٌ وثلاثةٌ من الأحفاد الصّغار.